Ahmad Beydoun : le Liban, un modèle à ne pas suivre

« Un système politique confessionnel comme celui établi au Liban ne met jamais fin aux conflits qu’il était initialement censé résoudre. »Nul n’avait prévu les soulèvements populaires qui ont…
— Read on www.lorientlejour.com/article/amp/1007807/ahmad-beydoun-le-liban-un-modele-a-ne-pas-suivre

Libérations arabes en souffrance – d’Ahmad Beydoun: obstacles de la modernité au monde arabe – Lecture-Monde

Sous-titré Approches aléatoires d’une modernisation entravée, publié par Actes Sud en partenariat avec L’Orient des Livres, Libérations arabes en souffrance  est un recueil de textes informatifs à la lisière de l’article scientifique et l’article journalistique. À l’exception d’un seul qui  a été réécrit en français par l’auteur lui-même, les textes ont été écrits directement en…
— Read on lecturemonde.com/2020/12/14/liberations-arabes-en-souffrance-dahmad-beydoun-obstacles-de-la-modernite-au-monde-arabe/

Le prix Phénix 2020 à Ahmad Beydoun avec mention spéciale à Dima Abdallah – L’Orient-Le Jour

Le prix Phénix de littérature 2020 a été attribué à l’écrivain et sociologue Ahmad Beydoun pour son ouvrage Libérations arabes en souffrance paru aux éditions Actes Sud/L’Orient des livres. Une…
— Read on www.lorientlejour.com/article/1250832/le-prix-phenix-2020-a-ahmad-beydoun-avec-mention-speciale-a-dima-abdallah.html

نجم الدين خلف الله عن Liberations arabes en souffrance

  • أحمد بيضون موقعاً كتابه “في صحبة العربية”أحمد بيضون.. في مَسالك التحرُّر العربي وعثراتِه
العربي الجديد

أحمد بيضون.. في مَسالك التحرُّر العربي وعثراتِه

26 مايو 2020

السؤال الرّئيس الذي ألهمَ الفكرَ العربي، في العقود الأخيرة، هو نقد خطاب النهضة العربية، أصولِها وتيّاراتِها وحصيلتِها النهائيّة. فقد تَوالت القراءاتُ النقديّة تبحث في عِلل تَعَثُّر هذه الحركة الفكرية-السياسية وتتعَقَّبُ عوامِل خُفوتها. ولا تزال هذه الأبحاث تكشف، كلّ مرة، عن المحدّدات البنيوية التي جعلت هذا الخطابَ عاجزًا عن فهم الواقع المأزوم، وتشخيص العراقيل التي مَنعتْه من الالتحاقِ بحركة التاريخ الكوني وتبنّي قيمهِ العقلية والتقنية، تجذّرًا في الماضي: منهلاً للمعاصرة ثرًّا وتحرُّرًا منه قَيدًا خانقًا.

ومن ضمن هذه الأبحاث الأخيرة، كتابٌ صَدر، مطلع العام الجاري، للباحث اللبناني أحمد بيضون، عن الدار الفرنسية للنشر “أكت- سود”. عنوانًا موحيًا أسنَد إليه: “في مَسالك التحرُّر العربي وعَثَرَاتِهِ”. وإليه أضاف عنوانًا فرعيًّا: مُقارَبات جِزَافيَّة لتَحديثٍ مُعَرْقَل”، وكلاهما على الاستعارة الحيَّة مُشيَّدٌ. فكلمة entravée تُطلق نعتًا، وهي مشتقّة من “القيد”، على ما يَشُلّ الحركةَ ويحجِزها عن الانطلاق. يومئ هذا العنوان إلى سيرورة المجتمعات العربيّة التي حرّكتها إرادة التحديث ووُلوج التاريخ عبر تبنّي قِيمه الوضعية الكونية. لكنْ، كان تحرّرها مُتعثِّرًا، مشوبًا بآلام القطيعة مع إرثٍ ألفيٍّ وبأوجاع التّيه بيْن تيّارات الفكر ومَسالك العقلانية.

يتألّف هذا الكتاب من عشر مقالاتٍ، يربط بينها خيطٌ ناظمٌ بيْد أنه خفيٌّ رَقيق: اللامبالاة إزاءَ تَعرْقُل حركة التحديث، رغم أنَّ هذا التعطّل مظهرٌ من مظاهر التأزّم في المشهد الثقافي العربي. كُتبت هذه المقالات، في الأصل، باللسان الفرنسي مباشرةً وصدرت من قَبل في أعمالٍ بحثيَّة، ما عدا الفصل الثالث الذي حُرّر بالعربيّة واضطَلَع المؤلّف نفسُه بترجمته.


تحليلٌ يتعقّب المفاهيم الكبرى ويَربط النتائج بالأسباب

ورغم اختلافها شكلًا ومضمونًا والمجازفة في اختِيارها، فإنّ ما يجمَعُ بينها هو الاجتهاد المنهجي في تعقّب عوائق التحديث وعراقيله. فَكأنَّ هذه المقالات حفرٌ في سلسلة الحواجز التي حالت دون أن تحقّق حركات التحرر العربيّ أهدافَها – مع أنّ مَن قادها روّادٌ كبار كطه حسين – مثل القضاء على مظاهر اللاعقلانية، وتحقيق العدالة الاجتماعيّة، وتحرير الجسد من قيود الفقه وترسيخ المشاركة الديمقراطية بين المواطنين. وتتوالى المقالات باحثةً عن أسباب هذه العَطالة وما أسفرت عنه من أليم التمزُّق.

يستعيد المقال الأول السيرةَ الذاتية-الفكرية للباحث أحمد بيضون ليضيء جوانبَ من قراءاتِه الأولى في الأدب العربي حينما كان يافِعًا في قرية “بنت جبيل”، وليرسم مختلف المراحل التي اجتازها في سبيل التمكّن من هذا اللسان الصعب، بعد أن أعْيَتْه تناقضاتُه بين المكتوب والمقروء. كما يسترجع مغامراتِه مع اللسان الفرنسي وكيف طوَّعه تدريجيًّا. من نفائس سِيَرِ الفكر هذا الفصلُ ونادِرها، كأنّه تَأريخ لدَوْرٍ من أدوار الثقافة العربية، انقضى فَصيغَ بنفَس شعريٍّ.

وخُصّص المقال الثاني لوصف عملية التحديث وتداعياتها على علاقة الفرد بالأبنية الجماعية، والحياة اليومية وعلى القيم التي تحرّك كليهما، وكذلك على التعابير الفنيّة والأدبيّة التي تنسجُ عنها، ليخلصَ إلى ما شهدته منطقتُنا العربية من عُنف طغى على سائر القطاعات، في السياسة والفكر. قراءةٌ هادئة يُهديها عن قطائع قرنيْن من الزمن، تعثّر خلالها الفكر بحثًا عن “هوية” ضائعة وتوازن فَقيد.

ثم تحدّث صاحب “مساراتٌ ضمن حرب أهليّة” (1993)، في الفصل الثالث، عن علاقة الضاد بتحديات العصر وإشكالات الاستحداث المعجمي وما يحيط بمسارات تسمية العالَم الحديث من معضلاتٍ، عالَمٍ لا يَصنعه العَرب بل إليه يَخضعون، وعلى كاهله تُفرض صعوباتُه والتباساتُه ومفارقاته. وأمّا الرّابع فاستعادة شيّقة لحياتَيْ طه حسين، كُتِبت في ذكرى وفاته، وفيها يسترجع “الملحمة” التي عاشها بذاته، ثم تلك التي صنَعها عنه قرّاؤه، من مناوئين ومُعجبين، ومنه يفتح بيضون على إشكالات دولة مصر المعاصرة ورهانات الشرعية فيها.

خامس الفصول حَفرٌ في كتاب شيخ الطائفة أبي جَعفر الطوسي (995 – 1050) وبحث عن صورة الجسد الواقع بين أحكام الفقه وتمثلات المجتمع. فبين مسارب الموت وجمالية العبادة، بين إكراه القيمة وإغراء الطبيعة، يسير هذا الفصل، ماتعًا، يتعقب تلوينات الجسد بين النصّ والتاريخ. ويُخصّص الفصل الموالي لـ “العلاقات بين التشيع والديمقراطية”، وفيه يُحلّل الصلات المعقّدة بين منظومة دينية ورؤية سياسية بشرية، ليخلُص بَعدها إلى صعوبة الجمع بينهما إلّا مِن باب الإقرار بحقّ الاختلاف، وهو لديه مُقدَّس.

ويتصدّى المَبْحث السابع لقضية العلمانية، حيث حلّل مختلف تصوّراتها في البلدان العربية، قبل الربيع العربي وبعده، في دولٍ مثل لبنان ومصر وغيرهما، وانتَهى، بنظرةٍ ثاقبة، إلى ضرورة فك الارتباط بين مَنطق الأقلية والعلمانية. وعُقِدَ الفصل الثامن للحديث عن مدينة بيروت وصورتها لدى المثقّفين، بلد “الرّخصة المزدوجة”، فَأجاد في رسم ما ينتاب الغريب في دروبها، ولاسيما المثقّف، من الأحاسيس المُتناقضة. وفي الباب التاسع حديثٌ عن “تدبير الخطاب وانسداد النظام”، حيث يستحيلُ المؤلّف إلى ناقد للفنون التشكيلية فيَقرأ أعمال الفنان اللبناني رابح مُروّة، التي عُرضت في “بيت ثقافات العالم-برلين” (2012)، ومنها يَنفذ إلى النظام السياسي في لبنان فيثبِت أنَّ الأزمة تتركّز في وباء “الطائفية”، رغم أنَّ كلّ الطوائف، وبسبب ما يسمّيه الكاتب “الحياء”، تتبرّأ منها، وفي أحسن الحالات، ترى فيها “شرًّا لا بد منه”.

وفي الفصل الأخير، يعود الباحث إلى صورة الجسد في “كتاب النهاية” الفقهي لأبي جعفر الطوسي، حيث تكتسي هذه الصورة أهمية قصوى في المعالجة الدينيّة، شعائريًا وعقديًّا، ثم يربط هذه الصورة بالفساد الإداري الملحوظ في لبنان. وبضَرْبَةِ ساحر حاذِق، قرّب العلاقة البعيدة بينهما عبر تحليل دقيق لشَبَكة التحالف والحماية المعقودة بين الموظف وطائفته، لينتهيَ إلى أولويّة الديمقراطية في التحرّر من هذا النموذج الخانق.


يضيء على العلمانية في المنطقة قبل الربيع العربي وبعده

مُنسابَةً كالماء الصافي تجري هذه المباحث، تتراوحُ بين التحليل التاريخي الذي يعود إلى السياقات السياسية والثقافية والاجتماعية ليُعالج عناصرَها التكوينية فيَربط نتائجها بالأسباب الخفيّة والظاهرة، وبين التحليل التصوّري (conceptuel) الذي يتعقّب المفاهيم الكبرى وما ينسج حولها من التمثلات والمبادئ، مع تركيز على الجَسد والسلطة والدّين، ويتطرّق إلى تأثيرها في المَعيش اليومي والمجال الذهني، باعتبارها أفكارًا-قُوى، تحرّك التاريخ وتغيّر مجراه. ذلك التاريخ الذي عاشته الأمة العربية، وتعرّضت له في ذات الآن، طيلة القرنيْن المنصرمين، مع الإشارة إلى بؤر التوتّر وحَجَر العَثرة.

يندرج هذا الضرب من البحث ضمن ما يُعرف بالدراسات الثقافية (cultural studies)، منهج يحلّل مظاهر التداخل بين التعابير الذهنية والأبنية الإنتاجية وتأثيرات السلطة، أكان مضمونها سياسيًا أم دينيًا. برع بيضون في تملّك ناصية هذا المنهج وتوظيفه النقدي، وبواسطته أظهر تعقُّد مسارات التحرّر التي خاضها الوعي العربي من أثقال الماضي، وهو يواجه رهانات التنظيم الديمقراطي لمجتمعاته الحديثة. هل ننسى أنَّ الكتابَ أُهديَ إلى دومينيك شوفاليى أحد مؤرّخي التاريخ العربي المعاصر، المنافحين عن ضرورة التحديث فيه، إقرارًا بما كان له من الفضل على مسيرته؟

صيغ هذا الكتاب بفرنسية لا تقل في أناقتها عن العربية التي بها يَكتب بيضون أعمالَه، وبريشته الواضحة، فضحَ العراقيل التي تضعها السلطة، باتكائها على الإطلاق والكليانية، لتحجز المجتمع العربي من الانطلاق نحو آفاق الحرية الرحبة. في الكتاب إشارة إلى أمهات القضايا التي شغلت صاحب “الربيع الفائت: في محنة الأوطان العربية أصولاً وفصولاً”، كما شغلت كبار مثقفينا فأنشأ عنها خطاباً يجمع بين جمالية التعبير وعمق المضمون. والمَدار على الحرية محرّكًا للتّاريخ ولِحركَتهِ أُفُقًا.

أحمد بيضون: فرص عربية ضائعة

في ندوة نظّمها “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في بيروت، أمس، يدرج الباحث اللبناني كتابه “الربيع الفائت”، الصادر حديثاً، ضمن إطار نقدي ذي مستوَيين: “نقد الشعوب، ونقد الأنظمة”، معتبراً أن العمل ليس سيرةً ذاتيةً ولا سيرةً لما سُمّي “الربيع العربي”.
— Read on www.alaraby.co.uk/books/2016/9/2/أحمد-بيضون-فرص-عربية-ضائعة

عن “الربيع الفائت”

قراءة أنطوان أبو زيد ل Libérations arabes en souffrance أحمد بيضون يدعو الى تحرير العرب من الثقافة المعطّلة | اندبندنت عربية

 يعود  المفكر والأكاديميّ اللبناني أحمد بيضون قرّاءه بغير لغة الضّاد التي أثرت عنه نصاعته فيها، يعودهم فرانكوفونياً بل كاتباً متيناً بلغة فرنسية، لا تقلّ رفعةً وجمالاً عن لغته العربية الأصيلة، وذلك في كتاب جديد صادر له بالفرنسية، عن دار لوريان دي ليفر وأكت سود ، بعنوان: “تحريرات العرب المعطّلة”.  والكتاب كناية عن مقالات وأبحاث وكلمات كان الكاتب قد “Libérations arabes en
— Read on http://www.independentarabia.com/node/92201/ثقافة/كتب/أحمد-بيضون-يدعو-الى-تحرير-العرب-من-الثقافة-المعطّلة

عقل العويط عن Liberations arabes

ما يُشتَهى للحكم من مواصفات الحكّام في ضوء ثورة 17 تشرين: أحمد بيضون نموذجًا؟

نشر أحمد بيضون للتوّ كتابًا بالفرنسيّة،

liberations arabes en souffrance، يمكن اقتراح هذا العنوان له في العربيّة، بعد الاستئناس برأيه: “وجوهٌ للتحرّر العربيّ .العاثر”

الكتاب الصادر لدى دار “أوريان الكتب/سندباد/أكت سود”، هو عشرة نصوصٍ كان وضعها الباحث خلال حقبةٍ تمتدّ على أكثر من ثلاثين عامًا، يندرج كلٌّ منها ضمن سياقاتٍ وطنيّةٍ، دولتيّةٍ، بنيويّةٍ، ثقافيّةٍ، تاريخيّةٍ، ومجتمعيّةٍ، لبنانيّةٍ وعربيّة. من أهمّيتها، أنّها لا تزال ضرورةً راهنةً، بل مرجعيّةً، في مضامينها ودلالاتها.

فهي بقدْر ما تومئ إلى قضايا وإشكاليّاتٍ وأحداثٍ ولحظاتٍ مستلّةٍ من خبرات هذه الثلاثين عامًا المشار إليها، وبقدْر ما تلفت إلى الموروثات الدوغمائيّة، المصرّة على مواصلة العيش في المنعطفات التاريخيّة، الماثلة أمامنا، تقدّم أجوبةً عن الأسئلة والتحدّيات التي نعيشها الآن وهنا.

الكتاب.

على الغلاف الخلفيّ للكتاب نقرأ ما يأتي: هذه النصوص العشرة امتدّ تأليفها على ثلاثين عامًا ونيف، وهي تقيس وتقيم مقارنةً بين أطر الحياة التي فرضتها الحداثة وبين ترسانة العقائد والتقاليد التي لا تزال حيّةً في الفضاء العربيّ. وهي، أي النصوص، تسعى إلى تبيان إلى أيّ حدٍّ يقدّم التمسك بالمواقف من جهة، والتسويات من جهة ثانية، أجوبةً قابلةً للتطبيق في مواجهة تحدّيات الحاضر. في هذا الاطار تتمّ مساءلة اللغة العربيّة والتبعيّة الطائفيّة وصورة الجسد في الاسلام، ويتمّ بالقدْر نفسه إدراج بروز الفردانيّة والفكر النقديّ والتوق الى الديموقراطية في سياق تحرّر الأفراد. وتستعرض هذه النصوص المعوقات التي تصطدم بها هذه التوجّهات نظرًا الى كونها تتعرّض للتحريف والتشويه وإلى كونها تُمنى بالفشل جزئيًّا أو كلّيًّا. ولكنها لا تزال تطبع الحاضر في انتظار مستقبلٍ أفضل.

فضلًا عن مساءلاتٍ تتعلّق بالشيعيّة والديموقراطيّة، والعلمنة، وبيروت، والفساد الاداريّ في لبنان، وعن “حياتَي” طه حسين، والتوق الدائم إلى تحقيق الديموقراطيّة الذي يتجلّى في التعبيرات المتنوّعة لتحرّر الأفراد.

أجدني، والحال هذه، أمام سؤالَين إثنَين:

الأوّل: هل من أهميّةٍ فعليّةٍ – واقعيّةٍ – راهنةٍ لكتاب أحمد بيضون هذا، في غمرة العواصف الوجوديّة التي تضرب لبنان والعالم العربيّ؟

الثاني: أيُّ فائدةٍ تُرتجى من الكلام عن أحمد بيضون الآن؟

جوابي عن السؤال الأوّل: نعم. وبقوّة.

جوابي عن السؤال الثاني: الفائدة عظمى الآن. الآن خصوصًا. وهنا. أي في لبنان 17 تشرين الأوّل 2019.

أحمد بيضون.

لماذا؟ لأنّي أزعم أنّ أحمد بيضون نموذجٌ يُقاس عليه، ويُحتذى، إذا كان ثمّة مَن يبحث عن خلاصٍ للبنان، من خلال حكومةٍ برئيسها والأعضاء (أكرّر: برئيسها والأعضاء) تكون مَعبرًا إلى إصلاحاتٍ فوريّةٍ، ماليّةٍ واقتصاديّةٍ واجتماعيّةٍ و… قضائيّة، وإلى قانونٍ مشرِّفٍ للانتخابات تُجرى على أساسه انتخاباتٌ مبكرة، تؤدّي ديموقراطيًّا إلى إنتاج مجلسٍ للنوّاب بديلٍ (برئيسه والأعضاء)، وحكومةٍ بديلةٍ (برئيسها والأعضاء)، وحكمٍ بديلٍ (برئيسه والإدارات).

ولأنّي أزعم أنّ أحمد بيضون هو، شأن كثيراتٍ وكثيرين من النساء والرجال اللبنانيّين، يمكنه أنْ يكون نموذجًا للبديل الدولتيّ – الوطنيّ – السياسيّ – الإداريّ الذي يجب أنْ يتولّى الحكم في لبنان، لا الوزارة والنيابة فحسب، بل الرئاسة. وأقصد الرئاسات كلّها.

ولن أتوانى عن امتداح هذا الرجل. فأنا أحبّ أنْ أمتدحه، حيث يمكنني أنْ أخترع، كلّ يوم، سببًا وجيهًا لامتداحه.

ذلك أنّ شخصه، قامته، عقله، فكره، لغته، رؤيته السوسيولوجيّة، أدبه، شِعره، ثقافته، منهجيّته، دماثته، صلابته، قيمه، معاييره، تنوب عن كلّ سببٍ إضافيٍّ طارئ.

وسأضيف: زهده – وزهد مثيلاته وأمثاله – بمراكز السلطة ومناصب الحكم، وترفّعه – ومثيلاته وأمثاله – عن ارتجاء “الفوائد” التي يرتجيها من هذا “المجد”، أهلُ الالتهام والافتراس، بل اللئام وأهل اللؤم مطلقًا.

إنّه يُمدَح لكونه موجودًا. وأيضًا لكونه موجودًا بيننا. وفي ظهرانينا اللبنانيّة والعربيّة.

اليوم بالذات، أي الآن، في غمرة البحث عمّا يستجيب توق اللبنانيين إلى الخروج من عباءات الطبقة السياسيّة الفاسدة، المثقلة بعار المهانات والأوزار والأوساخ والنتانات، بهدف إنتاج حياةٍ وطنيّةٍ مضفورةٍ بالكرامة والأنفة والترفّع والكِبَر، من خلال البحث عن “حكّام” يتمتّعون بالجدارة والفروسيّة والصلابة الروحيّة (الرجولة!) والنزاهة والرؤيا والرؤية والاختصاص والإدارة المحنّكة والاستقلال ومعرفة معنى السياسة وجوهرها، يمكنني أنْ أدلّ على أحمد بيضون الذي مثيلاته وأمثاله كثيراتٌ وكثيرون في الحياة اللبنانيّة – أعرفهنّ وأعرفهم مثلما أعرفه وأكاد، لولا التحفّظ، أنطق بأسمائهنّ وأسمائهم – لتولّي معجزة إنقاذ لبنان واللبنانيّين، لا من الفقر والجوع والإفلاس والانحطاط والجهل والقحط العقليّ والأمّيّة والتخلّف والزبائنيّة والطائفيّة والمذهبيّة فحسب، بل خصوصًا وأيضًا لإنقاذه وإنقاذهم من براثن الوحوش اللاأخلاقيين الذين ينهشون دولة لبنان، ويجعلونها عارًا بين الأمم.

أحمد بيضون من مواليد بنت جبيل، 1943. كاتبٌ وعالِم اجتماع. وضع أكثر من عشرين مؤلَّفًا في العربيّة والفرنسيّة، تتناول في غالبيّتها إمّا مسائل المجتمع والنظام السياسيّ في لبنان، وإمّا بعض مظاهر الثقافة واللغة العربيّتَين. إلى ذلك، هو كاتبُ رحلة، وشاعرٌ، و”منتمٍ” إلى أهل “الفسبكة” المتفكّرة.

أتشرّف بأنْ أشتهي للحكم في لبنان مواصفاتٍ للحكّام، أزعم أنّ أحمد بيضون – مثيلاثه وأمثاله كثرٌ – يمثّل نموذجًا لها.

Akl.awit@annahar.com.lb