الخُلود
(إلى عبد الأمير عبد الله)
ما كانَ مِنّي
لَمّا بَلَغْتُ العِشرينَ
إلّا أن رَحَلْتُ إلى باريسَ
أطْلُبُ العِلْمَ
بأحوالِ برْجِ حَمّود
فإذا تعذَّرَ
فبأَطْوارِ النموِّ الرأسماليّ
في زِبْقِين
أو بتاريخ المَوَدّةِ والرحمةِ
ما بينَ طَيْرفِلْسَيه ومَيْس الجبل
*
وكانَ أنْ حَظيتُ بغُرفةٍ لِسَكَني
مُشْرِفةٍ عن كَثَبٍ
على مَدْخَلِ البانتيون الخَلْفيّ
(كانَ لي أن أَعِدَّهُ مَخْرَجاً
لولا أنّ المَدافِنَ
لا مَخارِجَ لها)
*
عَلَيْهِ رُحْتُ أَقولُ لِنَفْسي
إنّهُ لَنْ يكونَ علَيَّ،
إذا نَزَلَ بِيَ القضاءُ،
غَيْرَ أن أجتاز هذا الشارعَ
إلى عالَمِ الخالدين
*
على أَنّني
حينَ اشتَدَّ علَيَّ المرضُ يوماً
وحَسِبْتُني هالِكاً لا مَحالةَ
قلتُ لنَفْسي: يا أَخا العَرَبِ!
ما كانَ للطامعِ في جنازةٍ قوميّةٍ
أن يُهْمِلَ طلَبَ الجنسيّة!
(وهذه ذَهَبَتْ مَثَلاً)
*
ثمّ رُحْتُ أسألُ نَفْسي:
كيفَ ستجتازُ الشارعَ الآنَ
أيُّهَذا الضعيفُ العقلِ
أيُّهَذا القصيرُ النظَر؟
(1995)